تقرير خاص | “من هالمكان ما رح اترك هالواد، هاي أرضنا بدنا نضل فيها”، بهذه الكلمات بدأت المزارعة نجلاء ” ام أدهم ” منصور 60 عام، حديثها والبسمة ظاهرة على وجهها.
تكمل “ام أدهم” تفاصيل حكاية صمودهم بواد قانا “: هنا بنينا حياتنا، تزوجت وعمري 17 عاما، وارتباطنا بواد قانا كالروح بالجسد، عند مغادرتنا لمنزلنا في بلدة ديراستيا ليلا أشعر بضيق، ويبقى تفكيري مشغولا بأشجار اليمون والبرتقال وهل نسيت احداها دون ري، وتفتخر الحاجة ام أدهم بارتباطها بالارض، حيث اوصت عائلتها بدفنها بالواد.
زوجها المزارع نصار منصور “ابو أدهم” يقف في ارضه مشيرا للمستوطنات المقابلة لبيارته والتي تقدر مساحتها بثمانية دونمات مزروعه بالاشجار، تبعدها امتار قليلة، متأملا ومتذكرا ذكرياته منذ ولادته عام ١٩٥٦ في منطقة الواد متحدثا:” وجودنا في الأرض قبل وجود الاحتلال، كان أجدادي يسكنون هنا، ولدنا انا واخوتي ال 9 بالواد ترعرعنا وتربينا باحضان طبيعته الخلابة، كنا نذهب لتلقي التعليم مشيا على الاقدام، صحيح ان الحياه لم تكن سهلة وبالرغم من التطور في جميع مناحي الحياة الا انني افضل حياتي هنا”.
ويواصل ابو أدهم “: منذ عام ١٩٩٨ ومعاناتنا متواصلة مع الاحتلال الاسرائيلي، حيث قام المستوطنين باقتلاع ما يقارب ١٠٠ شجرة ليمون، اربع مرات، وبإصراري قمت بزراعتها عدة مرات، إلى أن تركوا بيارتي، واستمرت اعتداءاتهم من ملاحقتهم للمراعي، وتقطيع لخطوط المياه، بالرغم من كل ذلك الا انني لم اترك أرض أجدادي ورائحة الليمون والبرتقال التي لا تقدر بكنوز الدنيا بالنسبة لي، سنبقى صامدين ولن نرحل عن الواد ولن نتركه للاحتلال ومستوطنيه.”
وعن ما يجنيه ابو أدهم من بيارته يقول”: سنويا تنتج بيارتي من محصول الليمون والبرتقال، ما يقارب 20 طن ، ولكن نواجه صعوبة في تسويق المنتج، وبالتالي يباع بأسعار رخيصه جدا، وما نتمناه أن نجد مؤسسة تساعدنا على تسويقه بطريقه مرضيه ومقدرة لجهدنا وتعبنا وبالتالي تعزيز صمودنا بأرضنا التي تستهدفها المستوطنات”.
ويكمل بنبرة صوته الجهورية” يسعى الاحتلال من خلال اجراءاته المتواصلة لتضيق الخناق علينا، لإجبار السكان والمزارعين ورعاة الأغنام على ترك هذه الأراضي، التي تعتبر مطمعا لحكومة الاحتلال التي تسعى الى السيطرة عليها لصالح الاستيطان، تحت غطاء أن الواد محمية طبيعية”.
محافظ محافظة سلفيت اللواء د.عبدالله كميل بدوره قال :” إن ما يحدث في منطقة واد قانا من توسعة للمستوطنات يأتي في سياق جملة من الوسائل والأدوات التي تتحايل بها إسرائيل على القانون الدولي، وخداع لمؤسسات المجتمع الدولي، من خلال استخدامها ذريعة المحميات الطبيعية كحجة لتبرير سرقتها وسيطرتها على الأراضي الفلسطينية، مضيفا ان الاحتلال يسعى للسيطرة على المزيد من الاراض واستغلالها للمناطق التي قام بتصنيفها “محميات طبيعية” كمحمية واد قانا، في الوقت الذي يمنع اصحاب الاراضي من استخدامها حتى للزراعة او استصلاحها.”
وأشار كميل الى ان محافظة سلفيت ومؤسساتها الرسمية والمختصة تعمل بشكل دائم لتعزيز صمود المواطنين فوق أراضيهم من خلال المتابعه والتواصل الدائم وتقديم الدعم وفقا للامكانيات المتاحة.
ومن جانبه قال الناشط ضد الاستيطان والمزارع نظمي سلمان :”ان المستوطنين يقومون ببناء الاف الوحدات السكنية في منطقة المرتفعات وتوسعة المستوطنات على حساب اراضي المواطنين، وهذا يعني الاستيلاء على الاف الدونمات لأغراض البناء والسكن فيها بمنطقة واد قانا. مشيرا الى ان استهداف الاحتلال لوادي قانا بدأ منذ سنوات الاحتلال الاولى وتصاعد في نهاية السبعينيات من القرن الماضي مع إعلان الوادي منطقة عسكرية ومن ثم الاعلان عن وادي قانا “محمية طبيعية” في عام ١٩٨٣.
يشار الى أن مساحة أراض واد قانا تبلغ ما يزيد على 10 آلاف دونم، وتحيط به تسع مستوطنات، هي”عمانوئيل”و”الوني شيلو” و”معاليه شومروت”و “قرني شومرون” و”المتان”وياكير”و “نوفيم”و “حفاة يائير” ومعسكر لجيش الاحتلال.
More Stories
“مسارات في ربوع بلادي” مبادرة شبابية لمواجهة الاطماع الاستيطانية في قراوة بني حسان