22 نوفمبر، 2024

محافظة سلفيت

بسبب ارهاب الاحتلال… ما يقارب 100 الف شجرة زيتون لم يُقطف ثمارها بعد في محافظة سلفيت

ينتظر الحاج خليل الطقطق من سلفيت السماح له بدخول ارضه الواقعه خلف البوابة الحديدية لقطف ثمار الزيتون بشغف وألم يعتصر قلبه وهو يرى ارضه المسلوبة يحرم من الوصول اليها.

حاول الطقطق تماسك نفسه ليحدثنا بنبرة صوته الموجوعه قائلا:” لم يُسمح لنا بدخول أرضنا الواقعه خلف البوابة التي وضعها الاحتلال قبل اعوام، ولغاية اليوم ننتظر التنسيق الامني ككل عام، لم نحصل عليه هذا الموسم، مساحة ارضي 42 دونما مزروعة ب 450 شجرة زيتون معمرة وتجنى ما بين 150_ 170 تنكة ” جلن” زيت، وتعتبر مصدر رزقنا الذي ننتظره على احر من الجمر.
الناشط ضد الاستيطان نظمي سلمان يقول”: إن معظم المناطق بالمحافظة وخصوصا القريبة من المستوطنات او خلف الجدار والبوابات يتم مهاجمه اصحابها وإطلاق الرصاص الحي من قبل الجيش والمستوطنين ومنعهم من قطف ثمار الزيتون وطردوهم منه دون إبداء الاسباب كما حدث ببلدة ديراستيا.
وأضاف سلمان ” بالرغم من ابلاغ الارتباط المدني الفلسطيني بمواعيد التنسيق وهو اذن للمزارعين بالوصول الى اراضيهم في اوقات محددة، الا ان هذا التنسيق اصبح لم يجدِ نفعا، فقبل ايام طرد الجنود تحت اطلاق الرصاص المواطنين المتواجدين باراضيهم بمناطق مختلفة من المحافظة رغم التنسيق، ولم يسمحوا لهم من قطف ثمار الزيتون، وهناك من وجد ثمار الزيتون مسروقه من قبل المستوطنين، وهناك من تم اقتلاع لاشجاره المعمرة، وتجريف لارضه، وهذه الممارسات ستفقدهم أرضهم ومحصول الزيتون كل عام، لعدم تمكنهم من دخول أراضيهم والاعتناء بها.
وأشار سلمان” هذا بدوره سيؤثر على إنتاجية المحصول وسيكون هناك تراجع في النسبه من إنتاجية زيت الزيتون، فالمستوطنين يزحفون بالقوة تجاه الأرض”.
وتشير معلومات مديرية الزراعة في سلفيت إلى أن هذا الموسم سيتراجع فيه الإنتاج ل 20% من الناتج العام السنوي من زيت الزيتون في محافظة سلفيت بسبب ممارسات الاحتلال.
مدير مديرية الزراعة في سلفيت م.ابراهيم الحمد قال أن الاحتلال يمارس ابشع انوع الممارسات بحق المزارعين وعدم دخولهم لاراضيهم القريبة من المستوطنات، والواقعه خلف جدار الفصل، حيث تقدر مساحة الأراضي التي لم يصلها المزارع لغاية هذا اليوم أكثر من 10.500 دونم مزروعه ب 100 الف شجرة زيتون، وبالتالي هذا ادى لخسارة الفلسطينيين ما يقارب 200طن، اي ما يعادل نسبة 20% من كمية المحصول العام من الزيت لهذا العام في محافظة سلفيت.
المنطقة الغربية من محافظة سلفيت ليست افضل حالا، وذلك بسبب جدار الفصل العنصري المقام على اراضي المواطنين، فموسم قطف الزيتون يعتبره المزارع عيد عامر من قرية مسحه، موسماً احتفالياً يحمل مزيداً من الخيرات والعطاء، ويجنون الثمار ويعصرونه زيتا بمذاق ورائحة تراب فلسطين، ولكنه أصبح حرقة وألماً تعتصر قلبه وهو يرى أرضه المسلوبة يحرم من الوصول إليها، والتي لا يسمح لهم بدخولها الا بموسم الزيتون.
ويضيف” بفعل اجراءات الاحتلال وعدم منحنا تصاريح دخول لاراضنا وتقدر مساحتها 23 دونما مزروعه ب 250 شجرة زيتون معمرة، والواقعه خلف جدار الفصل العنصري ما زلنا ننتظر الأمل علنا نجني ثمار اشجارنا والتي تعود بالفائدة علينا.
الى ذلك قال محافظ سلفيت اللواء د.عبدالله كميل: إن جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين يستغلون الظروف السائدة من اجل الانقضاض على موسم الزيتون سنويا، فصعدوا من اعتداءاتهم بحق المزارعين واستخدام كافه الأساليب الارهابية من خلال منعهم من الوصول لاراضيهم، والتي تقدر مساحتها ب 11 الف دونم، من اصل 43.410 دونما من المساحة المزروعه باشجار الزيتون، ومنع قطف ثمار زيتونهم وقطع وحرق للاشجار ومصادرة المعدات واطلاق الرصاص نحوهم وغيرها من الممارسات، وهذا بالتالي سيؤدي إلى خسارة المواطنين لا سيما وان هذه المحافظة تعتمد في اقتصادها على الجانب الزراعي وخصوصا الزيتون.
واكد كميل ان الاحتلال يلاحق شجرة الزيتون حيث تم اقتلاع وتكسير اكثر من 2015 شجرة زيتون مثمرة خلال هذا العام، مؤكدا أنه وبالرغم من ذلك فاننا صامدين على أرضنا وفي وطننا وسنعيد زراعة ما يتم اقتلاعه.