بقوة السلاح، وبقطيع من الماشية يجوب المستوطنون مناطق جبلية فلسطينية في محافظة سلفيت وكأنها ملكا لهم أو وارثيها، تتجلى هذه القوة في وضع كرفانا، ونصب خيمة، وحولها شيك وامامها علم الاحتلال وبجانبه كلبا ينبح للخراب، ليصبح واقعا يطارد المواطنين وعدم السماح لهم بالوصول اليها، لتُعلن فيما بعد بؤرة رعوية استيطانية، وكل ذلك يحدث تحت حماية ومرآى من جيش الاحتلال.
“سمحي، ايدن ليفي، شاي كوهن، داود، بن العيزر، إسرائيل “، وغيرها من اسماء المستوطنين الرعاة، الذين استوطنوا بقوة السلاح وبدعم من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، انشأوا 8 بؤر على قمم الجبال وهي، ” تفوح الغربية” اقيمت عام 2005 على اراضي مواطني ياسوف، وبؤرة “شحاريت” اقيمت عام 2008 على أراضي منطقة ظهر صبح بكفر الديك، وبؤرة “نوف افي” اقيمت عام 2020، بمنطقة الرأس في سلفيت، وبؤرة “دوريت عيليت” اقيمت في خلة حسان ببديا عام 2020، وبؤرة “حفات يائير” اقيمت على أراضي المواطنين بين بلدتي ديراستيا وقراوة بني حسان عام 2022، وبؤرة ” ابن هايبر” اقيمت بمنطقة القعدة بديراستيا عام 2023، وبؤرة تابعة لمستوطنة بروخين اقيمت على اراضي بروقين عام 2023، وبؤرة تابعة لمستوطنة “بدوئيل” اقيمت على أراضي مواطني كفر الديك عام 2023.
محافظ سلفيت اللواء د.عبدالله كميل قال:” أن هناك تسارعاً في إنشاء البؤر الرعوية في محافظة سلفيت منذ عام 2005 وحتى هذا اليوم، بصورة كبيرة وغير مسبوقة؛ ثماني بؤر رعوية تتوزع بمحافظة سلفيت من شرقها إلى غربها.
مبينا ان المستوطنين وبدعم من حكومه الاحتلال ينهبون أراضي المحافظة تحت مسمى “الاستيطان الرعوي”، الذي يتحول الى حاضنة منظمة لارهاب المستوطنين الرعاة الذين يلجأون للعنف الوحشي ضد المزارعين الفلسطينيين وأصحاب الاراضي، يتم من خلاله الاستيلاء على الأراضي بقوة السلاح وبحماية الجيش، تحت مسمى “أراضي دولة”، وأراضي مصنفة “ج”، ومحميات طبيعية، واختيار اماكن اقامة البؤر، يكون بشكل دقيق ومدروس بهدف ربط المستوطنات ببعضها عبر السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، وتغيير ديموغرافيه المنطقة، وبالتالي نهب اكبر مساحه ممكنه من أراضي المواطنين، ومع مرور الوقت تصبح مستوطنات متعددة الأغراض يسكنها عدد كبير من المستوطنين، وبالتالي تشكل خطرا على التجمعات الفلسطينية .
الناشط ضد الاستيطان نظمي سلمان قال:” إسرائيل لم تدخر طريقة للاستيلاء على أراضي المحافظة، وآخرها ما يعرف “بالاستيطان الرعوي”، من خلال مجموعه أطلقت على نفسها ” فتيه التلال”، وليس باسلوب جديد لسرقه الارض ، والذي من خلاله سيطر المستوطنون الرعاة على مساحات واسعه، تحت ذرائع وحجج رعيهم لأبقارهم وأغنامهم في اراضي المواطنين، ويرافق ذلك اعتداءات ومطاردة للمزارعين وأصحاب الاراضي، وإجبارهم على المغادرة تحت تهديد السلاح، كما يحدث في قراوة بني حسان، وسلفيت وديراستيا وكفر الديك وبروقين، وبديا، وغيرها من المناطق، وفي كثير من الأوقات يكون ذلك تحت مرآى وبمسانده جيش الاحتلال الاسرائيلي.
وأشار إلى أن المستوطنين الرعاة يحملون الأسلحة، وبعضهم يقود التراكتورونات والخيول تحرسهم والكلاب الضاربة والمسيرات، علاوة على ذلك حراسة الجيش لهم، يعتدون على الفلسطينيين اعتداءات جسدية مباشرة ويطلقون النار صوب اصحاب الأراضي الأصليين، ويقتحمون منازلهم، ويسرقون المواشي كما حدث في ديراستيا وقراوة بني حسان ورافات.
وبدوره قال رئيس بلدية قراوة بني حسان ابراهيم عاصي : ” أن المستوطنين يستخدمون مواشيهم للتوسع الاستيطاني، حيث أصبحت الطريقة الاكثر شيوعا للاستيلاء على أراضي المواطنين وضمها للمستوطنات القائمه او إقامة بؤر جديدة على المساحات الرعوية الواسعة، تحت تهديد السلاح والقتل، حيث ارتكب مستوطني المستوطنه الرعوية ” حفات يائير”، عشرات الاعتداءات بحق المواطنين وممتلكاتهم، والتي كان آخرها شق طريق استيطاني يربط البؤرة الاستيطانية بمنطقة الراس في بلدة قراوة بني حسان المأهولة بالسكان. كذلك قاموا بقتل شابين من البلدة وهما مثقال ريان، واحمد عاصي، وتدمير لممتلكات المواطنين في منطقة بئر ابو عمار، وحرق لمنازلهم ومركباتهم بمنطقة الراس، تحت حمايه الجيش وبحماية الحكومه الإسرائيلية التي تشرعن ارهاب المستوطنين.
نواف العزازمة من احد التجمعات البدوية المقامة على أراضي مدينه سلفيت منذ 30 عاما يقول:” ان المستوطنين الذين استولوا عنوة على قطعة ارض في منطقة الراس، يطاردوننا أثناء رعي الاغنام في المنطقة، لا يسمحون لنا بتخطي المساحات بحُرية، ويضيّقون علينا، واثناء تواجدنا يلاحقوننا بالتراكترون، بالاضافة الى أنهم يطلقون العنان للكلاب صوب المواشي، مما يضطرنا للابتعاد من المنطقة خوفا من إعتداءاتهم علينا وعلى مواشينا.
موضحاً انه منذ اقامة البؤرة الاستيطانية، اصبح وعائلته لا يعرفون النوم بالليل، فكل ليلة يقوم احد الافراد بالحراسة خوفا من الهجوم والاعتداء علينا، لقربهم من تجمعنا، حيث تبعد 3 كيلو متر، علاوة على ذلك اطلاق طائرة الدورون فوق بيوتنا وبالتالي مراقبة نساؤنا، ومع كل ذلك لن نرحل من مكاننا.
More Stories
محافظ سلفيت اللواء كميل يفتتح معرض صور الذكرى السنوية العشرين لاستشهاد القائد ياسر عرفات
محافظ سلفيت اللواء كميل يترأس اجتماعا لمسؤولي العلاقات العامة في المؤسسات الرسمية
الاحتلال يطرد مزارعين من أراضيهم في سرطة غرب سلفيت