أكثر من 400 مزارعة من بلدة دير بلوط غرب محافظة سلفيت، يطلق عليهن “ملكات السهل الأخضر”، يعملن في خدمة الارض وفلاحتها وحراستها من اطماع الاحتلال بالرغم من انحناء ظهورهن ووهن عظمهن، إلا أن حبهن للأرض ظل شعلة نشاط لم تفارقهن يوما، فخدمة الأرض بالنسبة لهن عبادة يومية يقضين اوقاتهن فيها دون تذمر او تعب.
تفترش الأرض وتضع منتجاتها لبيعها، اقتربنا من الحاجة بكرية عبد الله 78 عاما لتحدثنا قائلة:” وانا عمري 10 سنوات لغاية اليوم وانا بشتغل بزراعة الأرض، وبعمرها وتعتبر جزء اساسي من حياتي، بالرغم من انجابي 11 ابنا، منهم 7 ذكور و 4 بنات.. أُفضل العمل بالارض على العمل بمنزلي، اقوم بزراعتها بمختلف المزروعات منها الفقوس، والبصل والبامية والحمص وغيرها من المزروعات، وتعتبر مصدر رزقنا”؛ مضيفة :”العمل بالأرض يعتبر واجب وطني في ظل اطماع الاحتلال ومستوطنيه”، مشيرة بيدها إلى مستوطنه ” ليشيم” المقامة على أراضي البلدة والتي تفصل منازل المستوطنين عن منطقة شارع السهل، إضافة إلى البرج العسكري الاسرائيلي المقام على مدخل السهل والذي يتحكم من خلاله جنود الاحتلال وحسب أمزجتهم بتنقل المواطنين.
أينما تسير بمنطقة السهل المترامي على جنبات الطريق واينما تدير بوجهك تجدهن بالأرض بين المزروعات واقفات كالنجمات المتدلية من السماء، ومنهن الجالسات كوردة متفتحة تبتسم بوجه من يراها، وبابتسامه تتحدث المزارعة شما يوسف قائلة:” المرأة بديربلوط تساوي عشرة رجال، منذ 36 عاما، وانا اعمل بفلاحة وزراعة الاراض، وانا بعمر ال 12 عام، اقضي معظم وقتي بالعمل فيها منذ ساعات الفجر وأعود لمنزلي ساعات الظهيرة، لأعود إليها في ساعات المساء وهي مصدر رزقنا على مدار العام فقد تخرج جميع ابنائي منهم الصيدلي ومنهم الطبيب، وكل هذا بفضل العمل بالارض، حيث اقوم بزراعة ما يقارب 6 دونمات بمختلف المنتجات الزراعية وخصوصا الفقوس، والبصل، مضيفة اتحدى كافه الصعاب من اجل حمايتها والحفاظ عليها من اطماع الاحتلال والذي يشكل اكبر عائق لنا.
مشيرة إلى المخاطر التي تواجهم المزارعات من كل جانب، ولا سيما الخنازير التي يطلقها المستوطنون، وتتلف المزروعات، وفي أوقات تصاعد الأحداث يتعرضون لمضايقات من المستوطنين والجيش اثناء تواجدهم بأراضيهم من خلال الاعتداء عليهم وطردهم من اراضيهم بالقوة.
المزارعة لبنى عبد الله تقول:” بالرغم من انني احمل شهادة جامعية الا ان العمل بالزراعة له متعة حاصة، وخصوصا في منطقة السهل والذي يعتبر مصدر رزقنا الأساسي كما جميع نساء البلدة، وخصوصا في موسم الفقوس، مشيرة الى أن الزراعة هي مهمة النساء، والرجال يذهبون إلى وظائفهم، واعمالهم، وهذا الأمر طبيعي لنمط الحياة في دير بلوط”،
وتواصل حديثها معظم نساء البلدة ورثن زراعة السهل وخصوصا بثمار الفقوس عن أمهاتهن، وتبدأ رحلة الاعتناء بالأرض بحراثتها كل عام، وزراعة البذور والبقاء بالأرض باستمرار وخصوصا فترتي الصباح والمساء.
مؤكدة ان الزراعة ليست فقط لها مردودًا ماديًّا فحسب، بل راحة نفسية واجتماعية، فالعمل في السهل يقوي العلاقات الاجتماعية بين النسوة، وبه يفرغن طاقاتهن السلبية، وضغوطات حياتهن اليومية.
ويذكر ان منطقة المرج عباره عن أرض سهلية بعلية، تقع في المنطقة الشرقية للبلدة، تبلغ مساحتها حوالي 3000 دونماً، تضم في جوفها منطقة تعرف ب “البالوع” مكان تتجمع فيه مياه الأمطار، وما تلبث أن تزول هذه الكميات وتذهب هدراً ولا يستفاد منها؛ لعدم وجود آبار جمع لتلك المياه، كما يمنع الاحتلال بحفرها، وبعد أن حرم جدار الفصل العنصري مزارعي القرية مما بقي من اراضيهم الغربية، أصبح المرج شريان حياة شبه حصري يغذي عائلات البلدة.
More Stories
محافظ سلفيت اللواء كميل يتفقد مكتب بريد سلفيت
مستوطنو “رحاليم” يقطعون 60 شجرة زيتون ويحطمون مركبة مواطن في ياسوف
الاحتلال يهدم منزلا ومنجرة في ديربلوط