28 مارس، 2024

محافظة سلفيت

المحافظ كميل : محاولات مسعورة لأسرلة وتهويد المواقع التاريخية والدينية في محافظة سلفيت

اكد اللواء د .عبد الله كميل محافظ محافظة سلفيت ان ما تتعرض له المواقع التاريخية والدينية في محافظة سلفيت من نهب وتدمير ممنهج من قبل الاحتلال لطمس معالم الهوية الفلسطينية وتعزيز الرواية التاريخية الاسرائيلية هو انعكاس للفكر والسياسات الاسرائيلية الهادفة لأسرلة وتهويد المنطقة، منذ احتلالها عام 1967، حيث تم تحويل عدد من المواقع الاثرية الى ثكنات عسكرية ومؤسسات اسرائيلية مثل مقر الجيش الاردني في مسحة في جبل الحلو الذي استخدم مقرا عسكريا من قبل الاحتلال وتم تحويله ليصبح اول مستوطنة مقامة على اراضي محافظة سلفيت وهي ما يعرف حاليا بمستوطنة ” القنا “.واضاف كميل ان محافظة سلفيت من المحافظات الغنية بالمواقع الاثرية والتاريخية فهي تضم حوالي 140 موقعا تعود لحضاراتٍ متعاقبةٍ وأزمنةٍ مختلفة، كالآشورية والرومانية والصليبية والإسلامية ، وتتنوع ما بينِ أحياء قديمة، وخِربٍ وعِزَب، ومقاماتٍ وكهوف وينابيع ، تقع معظم هذه المواقع التاريخية في مناطق ما يسمى (ج)، وهي تتعرض للفقدان والضياع والتزوير والتعديات الممنهجة على يد سلطات الاحتلال بشكل متعمد بهدف الامعان في محو الهوية الفلسطينية .واشار المحافظ الى قيام الاسرائيليين بمحاولة تغيير ملامح محافظة سلفيت من خلال تصميم الشوارع الرابطه والقارمات اضافة الى اسماء المستوطنات وربطها بمواقع اثرية وتسميات عبرية ، الامر الذي يغير في المشهد الحضاري على اعتبار ان التسميات الاصلية كانت مرتبطة بتراث الحضارات الفلسطينية وتعبر عن مدلول ثقافي اجتماعي له علاقة بتاريخ المنطقة ، كما حدث مع تدمير شارع السكة في قرية اسكاكا ، وتسمية مستوطنة باسم “بروخين” مقابل بلدة بروقين الفلسطينية، اضافة الى انشاء شارع ما يسمى بعابر السامرة والذي يقطع المحافظة الى نصفين تحيط به اليافطات باللغة العبرية واسماء المستوطنات.واضاف اللواء كميل ان الاحتلال يستغل اي اجتياحات للمناطق الفلسطينية ويستهدف المواقع الاثرية فيها ويسعى الى تدميرها كما حصل عام 2000 في قصف مقر الشرطة الفلسطينية في مدينة سلفيت والذي هو عبارة عن السرايا العثماني التاريخي، ويقوم الاسرائيليون باستخدام الطرق الالتفافية للربط بين المستوطنات ويتبع لها من 50-70 م من كل جانب تحت حجة الحماية الامنية وبالتالي نهب اكبر مساحة من الارض ، وبفعل هذه الطرق تم تدمير عدد من المواقع الاثرية كما حدث في مغارة النطافة التاريخية التي تحوي عين ماء وتزيد مساحتها عن 100 م مربع وتقع في اراض بلدة الزاوية ، وقد تم تدميرها بسبب انشاء طريق التفافي حول مستوطنة القنا .وبين كميل ان جدار الفصل العنصري تسبب في خلخلة الترابط بين المواقع الاثرية والمناطق الحضارية المجاورة ، ويهدد بتدمير عدد منها وعزل جزء اخر ، وبالتالي التاثير على الحركة الفلسطينية وتكوينها الحضاري والتاريخي وصعوبة وصول تلك المواقع وبالتالي سلخها عن بيئتها وتسويقها للسياح الاجانب من خلال الرواية الاسرائيلية ومثال ذلك خربة دير المير في ديربلوط والفخاخير في بروقين وخربة حزيما في بديا وكذلك خربة الشجرة التابعة لاراضي مدينة سلفيت وتقع الى الشمال منها والتي تم عزلها خلف الجدار لصالح مستوطنة ارئيل ويتم ترتيب زيارات للسياح والاسرائيليين للموقع ، ومؤخرا تم استخدام ( برك حارس ) الاثرية كموقع تعليمي تابع لجامعة ارئيل وقسم الاثار فيهوشدد كميل على استخدام الاسرائيليين لعلم الاثار كوسيلة لاقناع العالم بمخططاتهم من خلال ربطه بالقصص التوراتية ، فقاموا بالتركيز على الحفريات الاثرية لانهم بحاجة لدليل علمي مساند للرواية الدينية ، وتعتبر هذه الحفريات من اهم العوامل التي تسببت في تهديد وتدمير المواقع التاريخية وطمس معالمها من خلال ربطها بالروايات التوراتية وليس بصورة علمية ، لخلق جذور للرواية الاسرائيلية ، مثل الزيارات التي يتم تنظيمها على المقامات الدينية في كفل حارس والادعاءات الاسرائيلية في ملكيتها ، اضافة على اعمال الحفريات والتنقيب في دير سمعان ودير قلعة وسرقة العديد من التحف ونقلها الى متاحف اسرائيلية.ويرى المحافظ كميل أن المواقع الأثرية الفلسطينية في محافظة سلفيت ، كانت وما زالت، إحدى أبرز محددات العمل الاستيطاني، الذي تبين الأرقام والنماذج قيامه بضم أكبر قدر ممكن من المواقع الأثرية، عن طريق عمليات البناء والتوسع الاستيطاني و بناء جدار الضم والتوسع، الذي تم تغيير مساره أكثر من مرة؛ ليُخضع عددًا من المواقع الأثرية لسيطرة الاحتلال بشكل كامل، والذي عزل حوالي 15% من اهم المواقع الاثرية في المحافظة ، وان 58% من المواقع التاريخية تقع في مناطق ما يسمى “ج” وتقع في كماشة تمدد المستوطنات كما في خربة الشمس والقمر في بروقين وديرسمعان في كفرالديك ودير قلعة في ديربلوط.وطالب كميل جهات الاختصاص والمؤسسات الدولية المعنية بحماية التراث العالمي بضرورة التدخل العاجل لحماية الارث الانساني والتاريخي في محافظة سلفيت من خلال توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الاثار والمواقع التاريخية وادانة ممارسات الاحتلال والحد من تعدياته على المواقع الاثرية، وضرورة العمل على تاهيل المواقع الاثرية ، وتامين الوصول لها عبر البوابات في الجدار ، والتركيز على ترتيب زيارات القناصل والدبلوماسيين والوفود الاجنبية والاعلاميين لها كونها ارث انساني.